responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 30

و الإجلال بما لا يتناهى من الكبرياء و الكمال.

و كان من الغرائز و الميول التي أودعها جل شأنه في هذا البدن النحيف، و الجسم الضعيف منذ درج على الأرض أو صار يميز بين الطول و العرض، الميل و الرغبة الملحّة إلى التأليف و الجمع، من كل أصل و فرع، ينضم و تنتظم بها الرغبة المتوقدة إلى التذوق و المشاركة في شتى العلوم و أكثر الفنون.

فما انتهى العقد الأول من أعوامي إلاّ و قد شرعت أو كرعت من مناهل علوم العربية و الأدب و مبادي الفقه و أصوله، و أول تأليف برز لي في هذه البرهة كتاب «العبقات العنبرية في طبقات الجعفرية» مجلدان، كله أدب و تأريخ و نوادر، برزت نسخة واحدة منه إلى المبيضة أرسلناها في ذلك العصر إلى عمّ لنا كان في أصفهان كي يمثله للطبع فعاجله الأجل قبل إنجاز العمل، و مات و ماتت تلك النسخة النفيسة معه، و قد علمنا أنها ما نشرت، و لكن لا نعلم أين قبرت، و ليس عندنا منه سوى مسودة الجزء الأول بخطنا قبل ستين سنة، و قد انتهل من مشارع هذه النسخة جملة من أدباء العصر، و نقلوا الكثير من فرائدها إلى مؤلفاتهم مع حفظ أمانة النقل و بدونها.

ثمّ لم تنطو صحيفة العقد الثاني من حياتنا إلاّ و نحن منهمكون في طلب دائب و حركة سافرة بالاشتغال في علوم الحكمة و الفلسفة و الكلام عند أساطينها الذين هاجروا إلى النجف الأشرف لتحصيل العلوم الشرعية، عند مراجع الشيعة الأعاظم في أوائل القرن الرابع عشر، مضافا إلى اشتغالنا في علوم البلاغة كالمعاني و البيان و البديع، و الرياضيات من الحساب و الهيئة و أضرابها، بل الفقه و أصوله، و الحضور في حوزة درس الطبقة العليا من الأساطين كالكاظمين صاحب العروة و صاحب الكفاية رضوان اللّه عليهما، فقد لازمت‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست