responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 245

بعض أسرار الصوم و امتيازه عن سائر العبادات‌

تشترك العبادات عموما بأنها أفعال وجودية، هي بمنزلة الجسد، و روحها النية، فالصلاة و الطواف و السعي، كالغسل و الوضوء و أمثالها أعمال جسدية، إذا لم يأت بها المكلف بداعي القربة فهي كجسد ميت لا حياة فيه، و كأشباح بلا أرواح، و لكن مهما كان فهو جسم عبادة، و صورة طاعة، و كل العبادات في ذلك سواء، أعني أنها أجساد و لها أرواح، فإن كانت تلك الروح فيه فهو حي، و إلاّ فهو ميت، إلاّ الصوم فقد كاد بل كان روحا مجردة، و حياة متمحضة لا جسم له و لا مادة، و هذه ميزة امتاز بها الصوم عن سائر العبادات، و لم يشاركه فيها سوى الإحرام، فإنّ الصيام و الإحرام كل منهما تروك محضة، و عدميات صرفة، ليس فيها من الأعمال الجسمانية شي‌ء ، و لكن الإحرام فضحته ثياب الإحرام و لبسها، و بقي الصيام محتفظا بروحيته و تجرّده من كل عمل ظاهري، و لم يتجاوز عن كونه نية خالصة، و عبادة قلبية خفية، لا يعلم بها إلاّ صاحبها و ربها العالم بالسرائر.

و من هنا اختص الصوم بميزة انفرد بها دون كل عبادة، و هي عدم إمكان دخول الرياء فيه، بل يستحيل ذلك إلاّ بالقول، فيكون الرياء حين ذاك بالعبارة لا بالعبادة، و بالكلام لا بالصيام.

و الإحرام أيضا بجوهره و إن كان نية و تروكا كالصوم إلاّ أن الإحرام فيه‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست