responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 246

عمل واحد وجودي، و هو لبس ثياب الإحرام، و منه قد يتأتى تدخل الرياء فيه، بخلاف الصوم المتمحض في النية و التروك فقط، فهو عبادة صامتة خرساء، و معاملة سرية بين القلب و الرب.

و لعل هذا هو المراد من الحديث المشهور: «الصوم لي و أنا أجزي به» - مبنيا للفاعل-فيكون القصد أنه تعالى تكريما للصائم يتولى جزاءه مباشرة من دون وسائط الفيض، و على المفعول: فيكون المراد أنه هو جزائي و اللائق بمقام عظمتي و تجردي، فإنّ الصائم يتجرد و يصير روحانيا، و المتخلق بأخلاق الروحانيين يلحق بهم، و يكون لحوقه بهم جزاؤه لهم، سواء عاد الضمير إلى الصوم، أو للصائم، هذا.

مضافا إلى ما يتضمنه الصوم من الفوائد الصحية، و الرياضة البدنية، و تربية قوة الإرادة، و مضاء العزم، و تهذيب النفس، و قمعها عن الانقياد إلى بواعث الشهوات، و كبح جماح قوتي الشهوة و الغضب اللتين هما أصل كل جريمة، و السبب في هتك كل حرمة.

و من آثاره تذكر حال الفقراء و أهل الفاقة، و من كضه الطوى و أمضه الجوع، فإنّ الصيام يوجب رقة القلب و اندفاع الدمعة، فيواسي إخوانه، و يكون حليما و رحيما و مهبطا للرحمة، و الراحمون يرحمهم اللّه تعالى.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست