- يقال له: دعثور بن الحارث، و معه سيف، حتى قام على رأس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، ثم قال: من يمنعك مني اليوم؟ قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «اللّه»، و دفع جبريل في صدره، فوقع السيف من يده، فأخذه رسول اللّه، و قال له:
«من يمنعك مني؟» قال: لا أحد، أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، ثم أتى قومه، فجعل يدعوهم إلى الإسلام، و نزلت هذه الآية فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ .. الآية [المائدة: 11]، ثم أقبل رسول اللّه إلى المدينة، و لم يلق كيدا، و كانت غيبته إحدى عشرة ليلة»، و انظر: «سيرة ابن هشام» (3/ 49)، و «سيرة ابن سيد الناس» (1/ 203).
[1] قال ابن هشام (3/ 50): «ثم غزا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يريد قريشا، و استعمل على المدينة ابن أم مكتوم. قال ابن إسحاق: حتى بلغ بحران، معديا بالحجاز من ناحية الفرع، فأقام بها شهر ربيع الآخر، و جمادى الأولى، ثم رجع إلى المدينة، و لم يلق كيدا».
[2] انظر: «سيرة ابن هشام» (3/ 64)، و «أنساب الأشراف» (1/ 148).
[3] قال ابن إسحاق: «فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الناس بطلب العدو، فأذن مؤذنه أن:
لا يخرج معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس، فكلمه جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام، فقال: يا رسول اللّه! إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع، و قال لي: يا بني! إنه لا ينبغي لي، و لا لك أن تترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، و لست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على نفسي، فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فخرج معه، و إنما خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) مرهبا للعدو، و ليبلغهم أنه خرج في طلبهم-
اسم الکتاب : الغرر و الدرر فى سيرة خير البشر(ص) المؤلف : عز الدين محمد بن جماعة الجزء : 1 صفحة : 50