[2] قال ابن سعد في «طبقاته» (2/ 34): «غزوة رسول اللّه غطفان إلى نجد، و هي: ذو أمر- ناحية النخيل- في شهر ربيع الأول على رأس خمسة و عشرين شهرا من مهاجره، و ذلك أنه بلغ رسول اللّه: أن جمعا من بني ثعلبة و محارب، بذي أمر، قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، جمعهم رجل منهم، يقال له: دعثور بن الحارث من بني محارب، فندب رسول اللّه المسلمين، و خرج لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في أربع مئة و خمسين رجلا، و معهم أفراس، و استخلف على المدينة عثمان بن عفان، فأصابوا رجلا منهم بذي القصة، يقال له:
جبار، من بني ثعلبة، فأدخل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فأخبره من خبرهم، و قال: لن يلاقوك، لو سمعوا بمسيرك، هربوا في رؤوس الجبال، و أنا سائر معك، فدعاه رسول اللّه إلى الإسلام، فأسلم، و ضمّه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى بلال، و لم يلاق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أحدا، إلا أنه ينظر إليهم في رؤوس الجبال، و أصاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه مطر، فنزع رسول اللّه ثوبيه، و نشرهما ليجفا، و ألقاهما على شجرة، و اضطجع، فجاء رجل من العدو،-
اسم الکتاب : الغرر و الدرر فى سيرة خير البشر(ص) المؤلف : عز الدين محمد بن جماعة الجزء : 1 صفحة : 49