responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 44

و إنما سمى الراحة لأن قريشا كانت فى الجاهلية تخرج من شعب الصفى فتبيت فيه فى الصيف تعظيما للمسجد الحرام، ثم يخرجون فيجلسون فيستريحون فى الجبل فسمى ذلك الجبل الراحة، و قال بعض المكيين: إنما سمى صفى السباب أن ناسا فى الجاهلية كانوا إذا فرغوا من مناسكهم نزلوا المحصب ليلة الحصبة، فوقفت قبايل العرب بفم الشعب شعب الصفى، فتفاخرت بآبائها و أيامها و وقايعها فى الجاهلية، فيقوم من كل بطن شاعر و خطيب، فيقول: منا فلان و لنا يوم كذا و كذا، فلا يترك فيه شيئا من الشرف إلا ذكره، ثم يقول: من كان ينكر ما يقول، أو له يوم كيومنا، أو له فخر مثل فخرنا، فيأت به ثم يقوم الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر، فمن كان يفاخر تلك القبيلة، أو كان بينه و بينها منافرة أو مفاخرة، قام فذكر مثالب تلك القبيلة، و ما فيها من المساوى، و ما هجيت به من الشعر ثم فخر هو بما فيه، فلما جاء اللّه تعالى بالإسلام أنزل فى كتابه العزيز فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً يعنى هذه المفاخرة و المنافرة أو أشد ذكرا، و له يقول كثير بن كثير السهمى:

سكنوا الجزع جزع بيت أبى موسى‌* * * إلى النخل من صفى السباب‌

و كان فيه حايط لمعاوية يقال له: حايط الصفى من أموال معاوية التى كان اتخذها فى الحرم، و شعب الصفى أيضا يقال له: خيف بنى كنانة، و ذلك أن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) وعد المشركين فقال: موعدكم خيف بنى كنانة، و يزعم بعض العلماء أن شعب عمرو بن عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد ما بين شعب الخوز إلى نزاعة الشوى إلى الثنية التى تهبط فى شعب الخوز، يعرف اليوم بشعب التوبة، و إنما سمى شعب الخوز لأن نافع بن الخوزى مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعى نزله، و كان أول من بنى فيه، فسمى به، و شعب بنى كنانة من المسجد الذى صلى فيه على بن أبى جعفر أمير المؤمنين إلى الثنية التى تهبط على شعب الخوز فى وجهه دار محمد بن سليمان بن على.

شعب الخوز

: شعب الخوز، يقال له: خيف بنى المصطلق ما بين الثنية التى بين شعب الخوز بأصلها بيوت سعيد بن عمر بن إبراهيم الخيبرى، و بين شعب بنى كنانة الذى فيه بيوت ابن صيفى إلى الثنية التى تهبط على شعب عمرو الذى فيه بير ابن أبى سمير، و إنما سمى شعب الخوز أن قوما من أهل مكة موالى لعبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعى كانوا تجارا، و كانت لهم دقة نظر فى التجارة، و تشدد فى الإمساك و الضبط لما فى أيديهم فكان يقال لهم: الخوز، و كان رجل منهم يقال له: نافع بن الخوزى، و كانوا يسكنون هذا الشعب فنسب إليهم و كان أول من بنى فيه.

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست