responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 43

الجاهلية، فلما جاء الإسلام حولوا قبورهم إلى الشعب الذى بأصل ثنية المدنيين الذى هو اليوم فيه، فقال أبو موسى حين نزله: أجاور قوما لا يغدرون، يعنى أهل المقابر، و قد زعم بعض المكيين أن قبر آمنة ابنة وهب أم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى شعب أبى دب هذا، و قال بعضهم: قبرها فى دار رابغة، و قال بعض المدنيين: قبرها بالأبواء.

حدثنا أبو الوليد، حدثنى محمد بن يحيى، عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن عاصم، قال: لما خرجت قريش إلى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى غزوة أحد فنزلوا بالأبواء، قالت هند بنت عتبة لأبى سفيان بن حرب: لو بحثتم قبر آمنة أم محمد، فإنه بالأبواء، فإن أسر أحد منكم افتديتم به كل إنسان بأرب من آرابها، فذكر ذلك أبو سفيان لقريش، و قال: أن هند قالت: كذا و كذا، و هو الرأى، فقالت قريش: لا تفتح علينا هذا الباب، إذا تبحث بنو بكر موتانا، و أنشد لابن هرمة:

إذا الناس غطونى تغطيت عنهم‌* * * و إن بحثوا عنى ففيهم مباحث‌

و إن بحثوا بيرى بحثت بيارهم‌* * * إلا فانظروا ماذا تثير البحايث‌

حدثنا أبو الوليد: حدثنا محمد بن يحيى، عن عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أنه قال: مر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالأبواء فعدل إلى شعب هناك فيه قبر آمنة فآتاه فاستغفر لها، و استغفر الناس لموتاهم، فأنزل اللّه عز و جل: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ‌ الآية، إلى قوله عز و جل: وَعَدَها إِيَّاهُ‌.

الحجون‌

: الحجون، الجبل المشرف حذاء مسجد البيعة الذى يقال له: مسجد الحرس، و فيه ثنية، تسلك من حايط عوف من عن الماجلين اللذين فوق دار منال اللّه إلى شعب الجزارين و بأصله فى شعب الجزارين كانت المقبرة فى الجاهلية، و فيه يقول كثير بن كثير:

كم بذاك الحجون من حى صدق‌* * * من كهول أعفة و شباب‌

شعب الصفى‌

: شعب الصفى، و هو الشعب الذى يقال له: صفى السباب، و هو ما بين الراحة و الراحة، الجبل الذى يشرف على دار الوادى عليه المنارة و بين نزاعة الشوى و هو الجبل الذى عليه بيوت ابن قطر، و البيوت اليوم لعبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس و له يقول الشاعر:

إذا ما نزلت حذو نزاعة الشوى‌* * * بيوت ابن قطر فاحذروا أيها الركب‌

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست