responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 314

فلما جاء قومه أخبرهم الخبر، و أن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) قد جاءهم بما لا قبل لهم به، فتفرق الناس إلى دورهم، و إلى المسجد.

و لما انتهى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) إلى ذى طوى، أمر الزبير بن العوام: أن يدخل فى بعض الناس من كداء. و كان الزبير على المجنبة اليسرى، و أمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء.

و أمر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة فى بعض الناس.

و كان خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى و فيها: أسلم، و سليم، و غفار، و مزينة و جهينة، و قبائل من قبائل العرب.

و أقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).

و دخل النبى (صلى اللّه عليه و سلم) من أذاخر، حتى نزل بأعلى مكة، و ضربت هنالك قبته.

و كان صفوان بن أمية و عكرمة بن أبى جهل و سهيل بن عمرو، و قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا، فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئا من قتال، فقتل كرز بن جابر أحد بنى محارب بن فهر، و حنيش بن خالد بن ربيعة بن أصرم- حليف بنى منقذ- و كانا فى خيل خالد بن الوليد، فشذا عنه، فسلكا طريقا غير طريقه، فقتلا جميعا.

و أصيب من جهينة سلمة الميلا من خيل خالد.

و أصيب من المشركين ناس قريب من اثنى عشر، أو ثلاثة عشر، ثم انهزموا.

و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): قد عهد إلى أمرائه من المسلمين- حين أمرهم أن يدخلوا- أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم، إلا قاتلهم. إلا أنه قد عهد فى نفر سماهم: أمر بقتلهم، و إن وجدوا تحت أستار الكعبة، فقتل بعضهم و استؤمن لبعضهم.

ثم إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما نزل مكة و اطمأن الناس: خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن فى يده، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها فوجد فيه حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها. ثم وقف على باب الكعبة، و قد استكف له الناس فى المسجد، فخطب خطبته المشهورة، و فيها: يا معشر قريش، ما ترون أنى فاعل فيكم؟

قالوا: خير، أخ كريم، و ابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست