responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 311

الباب الخامس و الثلاثون فى ذكر حلف الفضول، و خبر ابن جدعان الذى كان هذا الحلف فى داره، و ذكر أجواد قريش و حكامهم فى الجاهلية، و ملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى عليهم، و شى‌ء من خبره‌ [1].

كان سبب حلف الفضول: أن رجلا من بنى زبيد قدم مكة معتمرا فى الجاهلية، و معه تجارة له، فباعها من العاص بن وائل السهمى، فآواها إلى بيته، ثم تغيب و ابتغى الزبيدى متاعه فلم يقدر عليه، فجاء إلى بنى سهم يستعين بهم على العاص فأغلظوا عليه، فعرف: أن لا سبيل إلى ماله، فطوف فى قبائل قريش يستعين بهم، فتخاذلوا عنه، فلما رأى ذلك أشرف على أبى قبيس حين أخذت قريش مجالسها، ثم قال أبياتا.

فلما نزل من الجبل أعظمت ذلك قريش و تكلموا فيه، ثم اجتمع بنو هاشم، و بنو المطلب، و بنو أسد بن عبد العزى، و بنو زهرة و بنو تميم فى دار عبد اللّه بن جدعان، و عمل لهم طعاما، و تحالفوا باللّه: لا يظلم أحد بمكة إلا كنا جميعا مع المظلوم على الظالم، حتى نأخذ له مظلمته ممن ظلمه شريفا و وضيعا، منا أو من غيرنا. ثم انطلقوا إلى العاص بن وائل، فقالوا: و اللّه لا نفارقك حتى تؤدى إليه حقه، فأعطى الرجل حقه، فمكثوا كذلك لا يظلم أحد حقه بمكة إلا أخذه.

و شهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هذا الحلف قبل أن يوحى إليه، و اغتبط به فيما قيل.

و ما ذكرناه من خبر حلف الفضول لخصناه من خبرين. ذكرهما الزبير بن بكار، و ذكر ما يوهم: أن سبب حلف الفضول غير ذلك. و قد أشرنا إلى شى‌ء من ذلك فى أصله، و المشهور ما ذكرناه هنا.

و كان حلف الفضول فى شوال بعد انصراف قريش من الفجار. كذا فى خبر، ذكره الفاكهى، قال: و يقال بعد فراغهم من بنيان الكعبة. انتهى.

و أما ابن جدعان المشار إليه: فهو عبد اللّه بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تميم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى التيمى المكى، يكنى أبا زهير من رهط أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه.


[1] انظر: (شفاء الغرام 2/ 99- 109).

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست