اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 305
قدم قصى، فكان من أمره ما كان. و هذا يخالف ما سبق فى سبب ولايتهم. و اللّه أعلم.
و ذكر ابن إسحاق ما يقتضى أن غبشان من خزاعة انفردت بولاية البيت دون بكر ابن عبد مناة.
و لم تزل خزاعة تلى البيت كابرا عن كابر حتى كان آخرهم خليل بن حبشية.
و أما مدة ولاية خزاعة بمكة: فروينا عن ابن إسحاق و ابن سريج قالا: قامت خزاعة على ما كانت عليه من ولاية البيت و الحكم بمكة ثلاثمائة سنة.
و روينا عن أبى صالح قال: و كان عمرو بن لحى يلى البيت، و ولده من بعده خمسمائة سنة حتى كان آخرهم خليل بن حبشية بن سلول، و كانوا هم حجابه و خزانه و القوام به، و ولاة الحكم بمكة. انتهى باختصار.
و عمرو بن لحى المذكور فى هذا الخبر: هو عمرو بن لحى، و اسمه ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر. كذا فى الخبر الذى فيه ذلك.
و أما أول من ولى البيت و مكة: ففى بعض الأخبار أنه عمرو بن لحى المذكور.
و فى بعضها: أنه أبو ربيعة، و فى بعضها: أنه عمرو بن الحارث الغبشانى. و اللّه أعلم.
و أما آخر من ولى ذلك من خزاعة: فخليل بن حبشية، كما سبق.
و ذكر الزبير: أن خليلا جعل إلى أبى غبيشان فتح البيت و إغلاقه، و أن قصيا اشترى ولاية البيت من أبى غبشان بزق خمر أو قعود، و قيل: بكبش وزق خمر. فقال الناس:
أخسر من صفقة أبى غبشان، فصارت مثلا.
و أما خبر عمرو بن عامر، الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل. و خبر بنيه.
فمنه أنه كان يقال له: مزيقيا؛ لأنه كان يلبس فى كل يوم حلتين، ثم يمزقهما لئلا يلبسهما غيره. و كان ملك مأرب و هى بلاد سبأ المذكورة فى القرآن العظيم، ثم تحول منها بعد أن باع أمواله بها لما أخبرته به طريفة الكاهنة من خرابها بسيل العرم.
و كان تحوله عنها بولده و ولد ولده، و ساروا حتى نزلوا بلاد عك، و كان بينهم و بين عك حروب، ثم رحلوا عنها، فتفرقوا فى البلاد على ما ذكر ابن هشام.
و فى بعض الأخبار ما يقتضى: أن تفرقهم كان بمكة لما أصابهم من الحماء. و اللّه أعلم. و خبر عمرو بن عامر و بنيه و خبر خزاعة أكثر من هذا.
***
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 305