اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 306
الباب الثانى و الثلاثون فى ذكر شىء من أخبار قريش بمكة فى الجاهلية، و شىء من فضلهم، و ما وصفوا به، و بيان نسبهم و سبب تسميتهم بقريش و ابتداء ولايتهم الكعبة و أمر مكة [1].
أما فضلهم، فمنه: قول النبى (صلى اللّه عليه و سلم): «إن اللّه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشا من كنانة- الحديث». و هو فى مسلم من رواية واثلة بن الأسقع عنه.
و قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «إن هذا الأمر فى قريش، و لا يعايهم أحد إلا كبه اللّه تعالى على وجهه ما أقاموا الدين». و هذا فى صحيح البخارى.
و أما ما وصفت به بطون قريش بأن بعضهم يعرف «بقريش البطاح»، و هم «بنو كعب بن لؤى» لأن قريشا حين قسموا بلادهم أصابت كعب الأباطح، و بعضهم يعرف بقريش «الظواهر» و هم: محارب و الحارث ابنا فهر، و بنو عامر بن لؤى، و الأدرم ابن غالب، و بقية قريش إلا أن الحارث بن فهر دخل مكة من البطاح، و بعضهم يعرف «بقريش العارية»، و هم: ولد سامة بن لؤى بن غالب بن فهر، و بعضهم يعرف «بقريش العائدة» و هم: بنو خزيمة بن لؤى بن غالب بن فهر.
و أما نسب قريش: فاختلف فيه، فقيل: إنهم من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. و رجحه الزبير بن بكار و غيره. و قيل: إنهم من ولد النضر بن كنانة. و رجحه النووى. و اللّه تعالى أعلم.
و أما سبب تسميتهم: بقريش، فقيل: سموا قريشا من التقرش، و التقرش: التجارة و الاكتساب. و قيل: لتفتيشهم عن حاجة الناس، و سدهم لها. و قيل: بتجمعها من تفرقها. و قيل: غير ذلك. و اللّه أعلم.
و أما ابتداء ولاية قريش للكعبة المعظمة و أمر مكة: فسببه قصى بن كلاب بن مرة بن لؤى بن غالب. و ذلك: أن الحليل بن حبشية جعل ذلك لقصى حين حضرته الوفاة.
و كان قصى قد تزوج ابنته حبى، و ولد له منها عبد الدار، و عبد مناف، و عبد العزى، و عبد بنو قصى.