اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 273
و فيه مكتوب بتاريخ شعبان سنة خمس و ستمائة.
و المسجد الذى يصلى فيه الإمام بالناس فى يوم عرفة ليس من عرفة- بالفاء- على مقتضى ما ذكر ابن الصلاح و النووى، و كلام المحب الطبرى يقتضى أنه منها. و قيل: إن مقدمه من عرنة- بالنون- و مؤخره [من عرفة]- بالفاء- و يظهره ثمرة هذا الخلاف فى إجزاء الوقوف بهذا المسجد.
و توقف مالك فى ذلك و لأصحابه قولان فيه بالإجزاء و عدمه.
و أفضل المواقف بعرفة الموضع الذى وقف فيه النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو بقريب فى الموضع الذى تقف فيه المحامل التى تصل من مصر إلى الشام و العراق، و هو مكان معروف عند الناس.
و سميت عرفة: عرفة؛ لتعارف آدم و حواء فيه؛ لأن آدم أهبط إلى الهند، و حواء إلى جدة، فتعارفا بالموقف.
و قيل: لتعريف جبريل المناسك بها للخليل.
و قيل: لاعتراف الناس فيها بذنوبهم.
إلى غير ذلك من الأقوال التى ذكرناها فى أصله الأكبر.
الثالث عشر: عرنة
- بالنون- الموضع الذى يجتنب الحاج فيه الوقوف هو بين العلمين اللذين هما حد عرفة، و العلمين اللذين هما حد الحرم من هذه الجهة.
و قد اختلف فيه فقيل: إنها من الحرم. و هذا يروى عن حبيب المالكى. و قيل: إنها من عرفة. حكاه ابن المنذر عن مالك. و فى صحته عنه نظر لمخالفته ما فى كتب المالكية.
و اللّه أعلم.
و مذهب الشافعى: أنها ليست من عرفة. و عرنة- بضم العين و فتح الراء المهملتين- هذا المشهور فيها.
الرابع عشر: قزح
، الموضع الذى يستحب للحاج أن يقف عنده للدعاء غداة النحر هو مكان مشهور بالمزدلفة، و هو الموضع الذى يسمونه المشعر الحرام.
أشار إلى ذلك المحب الطبرى.
و ذكر ابن الصلاح: أن قزح، جبل صغير فى آخر المزدلفة، ثم قال: و قد استبدل الناس بالوقوف على الموضع الذى ذكرناه بناء محدثا فى وسط المزدلفة، و لا تؤدى فيه هذه السنة.
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 273