اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 274
قال المحب الطبرى: و الظاهر أن البناء إنما هو على الجبل كما تقدم، و المشاهدة تشهد بصحة ذلك، و لم أر ما ذكره لغيره. انتهى.
و ذكر النووى: أن الأظهر أن للحاج تحصيل السنة بالوقوف على البناء المستحدث.
قاله فى الإيضاح.
الخامس عشر: كداء
، الموضع الذى يستحب للمحرم دخول مكة منه هو الثنية التى تهبط منها إلى المقبرة المعروفة بالمعلاة و الأبطح، على مقتضى ما ذكره الفاكهى، و سليمان بن خليل، و المحب الطبرى.
و قال المحب الطبرى: هى بالفتح و المد تصرف على إرادة الموضع، و تركه على إرادة البقعة. و ما ذكره من أنها بالفتح هو المعروف. و قيل: إنها بالضم.
و سهل بعض المجاورين طريقا فيها غير الطريق المعتادة، و وسعها بعد أن كانت حزنة ضيقة، و صار الناس يسلكونها أكثر من الأولى، و ذلك فى النصف الثانى من سنة سبع عشرة و ثمانمائة.
السادس عشر: كداء
، الموضع الذى يستحب الخروج منه، لمن كان فى طريقه هو الثنية التى بنى عليها باب مكة المعروف بباب الشبيكة، على مقتضى ما ذكر المحب الطبرى فى شرح الثنية.
و ذكر القاضى بدر الدين بن جماعة: ما يقتضى أنها الثنية التى عندها الرجم المعروف بقبر أبى لهب. و اللّه أعلم بالصواب- و هى: بضم الكاف، و بالقصر و التنوين- على ما هو مشهور فيه.
و قيل: إنها- بفتح الكاف- و إنما استحب الدخول من كداء- ثنية المقبرة- و الخروج من كداء، التى إلى جهة المدينة؛ لأن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فعل ذلك فى حجة الوداع.
و أما فى الفتح، فقيل: إنه دخل من كداء- ثنية المقبرة- و قيل: من ثنية أذاخر.
و أما فى عمرة الجعرانة: فدخل و خرج من أسفل مكة. كما فى خبر ذكره الفاكهى بإسناد فيه من لم أعرفه. و اللّه تعالى أعلم.
السابع عشر: المأزمان
، اللذان يستحب سلوكهما للحاج إذا رجع من عرفة. هو الموضع الذى يسميه أهل مكة الآن المضيق، بين مزدلفة و عرفة.
و ذكر النووى ما يقتضى أن هذين المأزمين فى غير هذا المحل؛ لأنه قال فى الإيضاح:
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 274