اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 247
و ذكر الرافعى: أن هذا المذهب هو الصحيح. و قال به اللخمى من المالكية. و جزم به الشيخ خليل الجندى المالكى فى مختصره الذى صنفه لبيان ما به الفتوى، و اللّه أعلم.
و الحجر
: هو ما بين الركن الشامى الذى يقال له: العراقى، و الركن الغربى، و هو عرضه فى مرخمة لها جدار منقوش على نصف دائرة.
و قد ذكرنا ذرعه من داخله و خارجه، و شىء من خبر عمارته فى أصل هذا الكتاب.
و جاء فى فضله و فضل الصلاة فيه و الدعاء فيه أخبار.
منها: ما رواه الفاكهى بسنده عن على رضى اللّه عنه أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال لأبى هريرة: «يا أبا هريرة، إن على باب الحجر ملكا يقول لمن دخل فصلى ركعتين: مغفورا لك ما مضى، فاستأنف العمل، و على باب الحجر الآخر ملك منذ خلق اللّه الدنيا إلى يوم يرفع البيت يقول لمن صلى و خرج: مرحوما إن كنت من أمة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) تقيا». انتهى.
و روينا عن ابن عباس رضى اللّه عنهما: «صلوا فى مصلى الأخيار» و سئل عن ذلك، فقال: «تحت الميزاب». أخرجه الأزرقى.
و حكم الصلاة فيها فى الحجر من الكعبة: حكم الصلاة فيها، لكون ذلك منها، فلا يصح فيه على مشهور مذهب مالك فرض و لا نفل مؤكد. و اللّه أعلم.
و روينا عن عطاء، قال: من قام تحت ميزاب الكعبة فدعا: استجيب له. و خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
و روينا عنه
: من قام تحت مثعب الكعبة، يعنى ميزابها، أخرجه الأزرقى.
و روى عن عثمان رضى اللّه عنه: أنه وقف تحت الميزاب يدعو، و قال: مازلت قائما على باب الجنة.
و فى الحجر قبر إسماعيل (عليه السلام) مع أمه هاجر. و قيل: إنه فى الحطيم. و اللّه أعلم.
و ينبغى توقى النوم فيه و الاحتراز من بدعتين أحدثهما الناس لا أصل لهما على ما ذكر ابن جماعة.
إحداهما: فى وقوفهم فى فتحتى الحجر للصلاة و السلام على النبى (صلى اللّه عليه و سلم).
و الأخرى: استقبالهم جهة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى فتحتى الحجر للدعاء و استدبارهم للقبلة.
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 247