اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 246
الباب السابع عشر فى ذكر شىء من أخبار الحجر المكرم- حجر إسماعيل (عليه السلام)- و فيه بيان المواضع التى صلى فيها النبى (صلى اللّه عليه و سلم) حول الكعبة [1].
روينا فى تاريخ الأزرقى عن أبى إسحاق قال: و جعل إبراهيم الحجر- أى: جنب البيت- عريشا من أراك تقتحمه العنز. و كان زريبا لغنم إسماعيل. انتهى.
و قد تقدم فى خبر عمارة الكعبة: أن قريشا أدخلت فى الحجر منها أذرعا لقصر النفقة الحلال التى أعدوها لعمارتها، و أن ابن الزبير أدخل ذلك فيها. و أن الحجاج أخرج ذلك منها، و رده إلى ما كان عليه فى عهد قريش و النبى (صلى اللّه عليه و سلم). و استمر ذلك إلى الآن، فصار بعض الحجر من الكعبة و بعضه ليس منها.
و قد اختلفت الروايات عن عائشة رضى اللّه تعالى عنها فى مقدار ما فى الحجر من الكعبة.
ففى رواية: قريب من تسعة أذرع.
و فى رواية: ستة أذرع أو نحوها.
و فى رواية: ستة أذرع.
و فى رواية: خمسة أذرع.
و فى رواية: أربعة أذرع.
و هذه الرواية الأخيرة فى كتاب الفاكهى بإسناد فيه من لم أعرفه. و ما عدا ذلك من الروايات صحيح الإسناد.
و اختلاف الروايات عن عائشة رضى اللّه عنها فى قدر ما فى الحجر من الكعبة لا يقتضى ترك العمل بما روى عنها من أن بعض الحجر من البيت، و إنما يقتضى أن يعمل فى مقدار ما فى الحجر من الكعبة بأكثر الروايات فى ذلك. و اللّه أعلم.
و قد جزم بصحة طواف من طاف فى الحجر خارجا عن ستة أذرع من البيت إمام الحرمين والده الشيخ أبو محمد الجوينى و البغوى.