اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 232
الباب العاشر فى ثواب دخول الكعبة المعظمة، و فيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، و فيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و ذكر الصلاة فيها و آداب دخولها [1].
و أما ثواب دخولها
: فروينا فيه من حديث ابن عباس رضى اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «من دخل البيت و صلى فيه، دخل فى حسنة و خرج من سيئة مغفور له». أخرجه الطبرانى.
و روى الفاكهى من حديث ابن عمر رضى اللّه عنهما: «من دخله- يعنى البيت- فصلى فيه، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
و قد اتفق الأئمة على استحباب دخولها. و استحسن مالك كثرة دخولها.
و أما ما ورد موهما بخلاف ذلك: فحديث عائشة رضى اللّه عنها قالت: «خرج النبى (صلى اللّه عليه و سلم) من عندى، و هو قرير العين، طيب النفس، فرجع إلىّ و هو حزين، فقلت له.
فقال: إنى دخلت الكعبة، و ودت أنى لم أكن فعلت. إنى أخاف أن أكون أتعبت أمتى من بعدى». أخرجه الترمذى، و الحاكم فى مستدركه من حديث إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد الملك بن أبى الصغير المكى، عن ابن أبى مليكة عن عائشة رضى اللّه عنها.
و إسماعيل: وهاه ابن مهدى، و ذلك يقتضى توهين حديثه. و اللّه أعلم.
و قال المحب الطبرى- بعد إخراجه لهذا الحديث-: و قد استدل بهذا الحديث من كره دخول البيت، و لا دلالة فيه، بل نقول: دخوله (صلى اللّه عليه و سلم) دليل على الاستحباب، و تمنيه عدم الدخول: قد علله بالمشقة على أمته، و ذلك لا يرفع حكم الاستحباب. انتهى.
و أما ما يطلب فى الكعبة من الأمور التى صنعها النبى (صلى اللّه عليه و سلم): فحمد اللّه، و الثناء عليه، و الدعاء و الذكر. و غير ذلك مما ذكرناه فى أصله.