responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 231

و قد أشار إلى الترجيح بذلك جماعة، منهم: النووى، رحمهم اللّه.

و أقرب ما قيل فى الجمع بين الاختلاف فى إثبات صلاة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة و نفيها، أن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) صلى فى الكعبة لما غاب عنه أسامة من الكعبة لأمر ندبه إليه، و هو: أن يأتى بما يمحو به الصور التى كانت فى الكعبة؛ لأن فى مسند الطيالسى- من حديث أسامة ابن زيد-: أنه «أتى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بدلو من ماء، فجعل يمحو به الصور» و إسناد الطيالسى فيه تقوم به الحجة، فلذلك كان هذا الوجه أقرب ما قيل فى الجمع بين هذا الاختلاف.

و يجمع أيضا بين حديث بلال و الفضل بمثل هذا الجمع؛ لأن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بعث الفضل- بعد دخوله معه إلى الكعبة- ليأتيه بما يطمس به الصور التى فى الكعبة على ما قيل.

فصلى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى غيبته.

و هذا رويناه فى تاريخ الأزرقى عن عبد المجيد بن أبى رواد عن الزهرى.

و حديث بلال أرجح من حديث عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما؛ لأن بلالا رضى اللّه عنه شهد صلاة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة، و ابن عباس رضى اللّه عنهما لم يشهدها، و إنما اعتمد فى نفيها على أخيه، و أسامة رضى اللّه عنهما. و اللّه أعلم.

و أما عدد دخوله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الكعبة بعد هجرته‌

: فروينا فيه أخبارا يتحصل من مجموعها دخوله إليها أربع مرات يوم فتح مكة. و هذا لا ريب فى صحته.

و فى ثانية، كما هو مقتضى حديث ابن عمر رضى اللّه عنهما، و حديث أسامة رضى اللّه عنه، الذى جمع به ابن ماجة.

و فى حجه الوداع، كما هو مقتضى حديث عائشة رضى اللّه عنها. و سيأتى ذكره قريبا فى أول الباب الذى بعده.

و فى عمرة القضية، كما يقتضيه كلام المحب الطبرى. و فى صحة ذلك نظر.

و أما أول وقت دخل فيه النبى (صلى اللّه عليه و سلم) الكعبة بعد هجرته‌

: فيوم فتح مكة.

و قد نقل الأزرقى عن جده عن سفيان بن عيينة عن غير واحد من أهل العلم، سمع منهم: يذكرون «أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إنما دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح، ثم حج و لم يدخلها». انتهى.

و هذا يدل على أنه لم يدخل فى ثانى الفتح، و لا فى حجة الوداع. و اللّه أعلم.

***

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست