اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 230
الباب التاسع فى بيان مصلى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة المعظمة، و قدر صلاته فيها و وقتها
، و من رواها من الصحابة، و من نفاها منهم رضى اللّه عنهم أجمعين، و ترجيح رواية من أثبتها على رواية من نفاها، و ما قيل من الجمع بين ذلك [1].
و عدد دخوله (صلى اللّه عليه و سلم) الكعبة بعد هجرته إلى المدينة، و أول وقت دخلها فيه بعد هجرته (صلى اللّه عليه و سلم) [2].
أما موضع صلاته فى الكعبة
: فقد بينه ابن عمر رضى اللّه عنهما؛ لأن فى البخارى من رواية موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى اللّه عنهما- «أنه كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حتى يدخل، و يجعل الباب قبل الظهر، يمشى حتى يكون بينه و بين الجدار الذى قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع، فيصلى، يتوخى المكان الذى أخبره بلال رضى اللّه عنه: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صلى فيه».
و روينا فى الأزرقى: أن معاوية رضى اللّه عنه «سأل ابن عمر رضى اللّه عنهما عن مصلى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة؟ فقال: بين العمودين المقدمين، اجعل بينك و بين الجدار ذراعين، أو ثلاثة».
و أما قدر صلاته هذه
: فركعتان، كما فى كتاب الصلاة من صحيح البخارى، من حديث مجاهد عن ابن عمر رضى اللّه عنهما.
و أما من روى صلاة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة
- يوم فتح مكة- من الصحابة: فبلال، و شيبة بن عثمان الحجبى، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن عباس- و لا يصح عنه- و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و عبد الرحمن بن صفوان القرشى، و عثمان بن طلحة الحجبى، و عمر بن الخطاب، و أبو هريرة- و إسناد حديثه ضعيف- و عائشة، رضى اللّه عنهم أجمعين.
و أما الذين نفوها
: فأسامة بن زيد، و الفضل بن العباس، و أخوه عبد اللّه، رضى اللّه عنهم.
و أما ترجيح رواية من أثبت صلاة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الكعبة على رواية من نفاها؛ فلإثباته ما نفاه غيره. و فى مثل هذا يؤخذ بقول المثبت.