اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 123
الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول
قام بعد أبيه بملك اليمن فى سنة سبع و أربعين و ستمائة.
و حجّ سنة تسع و خمسين، و غسل الكعبة بنفسه، و طيّبها، و كساها من داخلها، و هو أول من كسى الكعبة بعد قتل الخليفة المستعصم ببغداد من الملوك، و ذلك أن الحاج انقطع من العراق عن مكة من سنة خمس و خمسين و ستمائة إلى سنة ست و ستين، فلم يرد من هناك حاج فى هذه المدة، و قام المظفر بمصالح الحرم و أهله، و أكثر من الصداقات و نثر على الكعبة الذهب و الفضة، و خطب له بمكة، و استمر يخطب بعده لملوك اليمن على منبر مكة إلى يومنا هذا بعد الخطبة لسلطان مصر.
و لم تزل كسوة الكعبة التى كساها المظفر من داخلها باقية إلى أن كساها الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون هذه الكسوة- الموجودة اليوم- فى سنة إحدى و ستين و سبعمائة.
*** السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس البند قدارى الصالحى النجمى
اشتراه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن نجم الدين أيوب، و عمله أحد المماليك البحرية بقلعة الروضة، فترقى فى خدمته و استفاد من أخلاقه، و تنقّلت به الأحوال حتى ملك مصر بعد قتل الملك المظفر سيف الدين قطز [1]، و تسلم قلعة الجبل ليلة الاثنين تاسع عشر ذى القعدة سنة ثمان و خمسين و ستمائة، و استمر ملكه حتى مات بدمشق فى سابع عشر من المحرم سنة ست و سبعين و ستمائة، و قد ملك مدة سبع عشرة سنة و شهرين و اثنى عشر يوما.
و حجّ سنة سبع و ستين و ستمائة، و لذلك خبر طويل قد ذكرته فى ترجمته من «كتاب التاريخ الكبير المقفى»، و «كتاب أخبار ملوك مصر» و ملخص ذلك أنه أجلس