اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 124
ابنه الملك السعيد محمد بركة خان [1] فى مرتبة الملك و حضر الأمراء فقبلوا الأرض بين يديه، و جلس الأمير عز الدين أيدمر الحلى- نائب السلطنة- و جلس الأتابك، و الصاحب بهاء الدين على بن حنّا و كتاب الإنشاء، و القضاة، و الشهود، و حلّف له الأمراء و سائر العساكر فى تاسع صفر منها، و ركب فى ثالث عشره فى الموكب كما يركب والده، و جلس فى الإيوان، و قرئت عليه القصص، و قرىء فى العشرين منه تقليد بتفويض السلطنة له فى الإيوان، و استمر جلوسه فيه لقضاء الأشغال، و وقّع، و أطلق و ركب فى المواكب.
و أقام السلطان الأمير بدر الدين بيليك الخازندار نائبا عنه عوضا عن الحلى، و سار إلى الشام فى ثانى عشر جمادى الآخرة بحصة من العساكر و ترك أكثرها مع ولده الملك السعيد، و نزل بخربة اللصوص- خارج دمشق- و سار متنكرا إلى القاهرة ليشاهد أحوال ولده، فخفى ذلك على جميع من معه من العسكر حتى عاد إليهم، و فى حكاية ذلك هنا طول ليس من قصد هذا الجزء.
و اتفق الاختلاف بين الشريف نحم الدين أبى نمى و بين عمه الشريف بهاء الدين إدريس أميرى مكة، فرتّب السلطان لهما عشرين ألف درهم نقرة فى كل سنة عوضا عما يؤخذ بمكة من المكوس، و أن لا يمنع أحد من دخول الكعبة، و أن يخطب له بمكة و المشاعر، و تضرب السكة باسمه، فأجاباه، و كتب لهما تقليد الإمارة، و سلمت أوقاف الحرم بمصر و الشام لنوابهما.
و سلم للشريف قاضى المدينة النبوية و خطيبها و وزيرها- عندما حضر برسالة الأمير عز الدين جماز أمير المدينة- الجمال التى نهبها الأمير أحمد بن حجى [2] لأشراف المدينة- و هى ثلاثة آلاف بعير- ليوصلها لأربابها.
و أنعم على الطواشى جمال الدين محسن الصالحى- شيخ الخدام بالحجرة الشريفة- بمائتى ألف درهم، و أعاده مع القاضى صحبة الركب الشامى و قدم الأمير شرف الدين
[1] انظر: (تاريخ سلاطين المماليك 452، 455، 470، السلوك 2/ 238، أبو الفداء 3/ 12، مورد اللطافة 40، ابن الفرات 7/ 165، ابن إياس 1/ 112، النجوم الزاهرة 7/ 259، ابن الوردى 2/ 227، الأعلام 7/ 52).
[2] انظر: (الضوء اللامع 1/ 296، المنتخب من شذرات الذهب- خ، القلائد الجواهرية 112 النعيمى 1/ 138، التبيان- خ، شذرات الذهب 7/ 116، الأعلام 1/ 110).
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 124