بطن امّه أنّه سيعمل عمل الأشقياء، و السعيد من علم اللَّه و هو في بطن امّه أنّه سيعمل أعمال السعداء». قلت له: فما معنى قوله (صلى الله عليه و آله و سلم): «اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له»[1]فقال: «إنّ اللَّه- عزّ و جلّ- خلق الجنّ و الإنس ليعبدوه و لم يخلقهم ليعصوه و ذلك قوله- عزّ و جلّ-: «وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»[2]فيسّر كلًاّ لما خلق له. فالويل لمن استحبّ الْعَمى عَلَى الْهُدى»
. فإنّ من علم اللَّه أنّه سيعمل عمل الأشقياء هو الذي ينتهي أمره إلى الشرّ و إلى النار و هو الذي تكون طينته من السجّين و النطفة التي كانت مبدأه القابلي نطفة خبيثة صلبة كدرة، و كذا في جانب السعادة. و لا ينافيان الاختيار و الإرادة كما أشار إليه في ذيل الحديث الشريف.
خاتمة [حول فطرة العشق إلى الكمال و التنفّر عن النقص]
اعلم أنّ اللَّه تعالى و إن أفاض على الموادّ القابلة ما هو اللائق بحالها من غير ضنّة و بخل- و العياذ باللَّه-، و لكنّه تعالى فطر
[1]- التوحيد: 356/ 3، مسند أحمد بن حنبل 4: 67، كنز العمّال 1: 110/ 513.