[1]، فإنّ من ينتهي أمره إلى الراحة الدائمة الغير المتناهية و اللذّات الغير المنقطعة و العطاء الغير المجذوذ، فهو سعيد من أوّل أمره و إن كان في أيّام قلائل لا نسبة بينها و بين الغير المتناهي في تعب و شدّة، و كذا في جانب الشقاوة. و يمكن أن يكون المراد منه ما نبّهنا عليه من اختلاف النفوس في بدو النشو؛ فإنّ النفس المفاضة على المادّة اللطيفة لطيفة نورانية تكون ممّن تحنّ إلى الخيرات و موجبات السعادة، فهي سعيدة خيّرة، و عكس ذلك ما يفاض على المادّة الكثيفة. و قد عرفت أنّ هذا الحنين و الميل لا يخرج النفوس عن الاختيار و الإرادة. و لا ينافي ما ذكرناه
ما عن التوحيد للشيخ الصدوق (رحمه الله)[2]بسنده عن محمّد بن أبي عمير قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن معنى قول رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله و سلم): «الشقي من شقي في بطن امّه و السعيد من سعد في بطن امّه». فقال: «الشقي من علم اللَّه و هو في