و الصفاء و الكدورة، فلا محالة تختلف النطف الحاصلة منها فيها. فإذا حصلت النطفة من أغذية لطيفة صافية يكون لها استعداد خاصّ لقبول الصورة غير ما للموادّ الكثيفة الكدرة أو المختلطة من اللطيفة و الكثيفة. و لا يخفى عليك أنّ للاختلاط و التمزيج انواعاً كثيرة لا يحيط بها إلّا الله تعالى، و قد عرفت آنفاً أنّ الإفاضات على الموادّ إنّما هي على مقدار استعداداتها لا تتعدّاها و لا يمكن ذلك كما لا يمكن قصور الإفاضة عليها (عنها- خ ل). و منها: شموخ الأصلاب و عدمه، و طهارة الأرحام و عدمها؛ فإنّ لهما دخالة كاملة في اختلاف الاستعدادات و الإفاضات و قد أشار (اشير- خ ل) إلى ما ذكر فى زيارة سيّدنا أبي عبد اللَّه الحسين- (صلوات اللَّه و سلامه عليه)- حيث تقول:
«أشهدُ أنّك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهّرة»
[1] فسمّي النطفة لكمال لطافتها و صفائها نوراً. و منها: مراعات آداب النكاح و المقاربة و أوقاتها و مراعات آداب زمان الحمل و الرضاع و انتخاب الزوجة و المرضعة إلى غير