عنه-، و هذا اللزوم و الوجوب كلزوم عدم صدور القبيح و امتناع صدور الظلم عنه اختياري إرادي لا يضرّ بكونه مريداً مختاراً قادراً، فإذا تمّت الاستعدادات في القوابل افيضت الفيوضات و الوجودات من المبادي العالية. و إنّما إفاضة الفيض الوجودي بمقدار الاستعداد و قابليّة الموادّ؛ للتناسب بين المادّة و الصورة للتركيب الطبيعي الاتّحادي بينهما لا يمكن قبولها صورة ألطف و أكمل من مقتضى استعدادها كما لا يمكن منعها عمّا استعدّت له كما عرفت.
[منشأ اختلاف النفوس]
ثمّ اعلم أنّ منشأ اختلاف نفوس الإنسان في الحنين إلى الخيرات أو الشرور و الميل إلى موجبات السعادة أو الشقاوة امور كثيرة نذكر مهمّاتها: منها: اختلافها في نفسها، و منشأ اختلافها اختلاف الإفاضة على الموادّ المستعدّة لها، و منشأ اختلاف الموادّ- أي النطف التي تستعدّ لقبول الصورة الإنسانية- أنّ النطف تحصل من الأغذية الخارجية بعد عمل القوى فيها أعمالها فتفرز القوّة المولّدة من فضول الأغذية أجزاء لتوليد المثل- هي في الحيوان النطفة-. و لمّا كانت الأغذية مختلفة غاية الاختلاف في اللطافة و الكثافة