إنّ الماهيّات الإمكانية بما أنّها امور اعتباريّة لا حقيقة لها، لم تكن ذات أثر و اقتضاء بالذات، و لزوم اللوازم لها ليس بمعنى اقتضائها لها بل بمعنى عدم انفكاكها عنها من غير تأثير و تأثّر. كيف؟! و ما ليس بموجود لم يثبت له ذاته و ذاتيّاته فضلًا عن ثبوت اقتضاء و تأثير و تأثّر له ممّا هو من الحيثيّات الوجوديّة، فالماهيّات خلوٌ عن كلّ كمال و جمال و خير و سعادة. فماهيّة العلم لا تكشف عن الواقع و لم تكن كمالًا، و كذا ماهيّات القدرة و الحياة و غيرها. و إنّما الكمال و الخبر و الجمال و السعادة كلّها في الوجود و بالوجود، و هو مبدأ كلّ خير و كمال و شرف، و العلم بوجوده شرف و شريف. و كذا سائر الكمالات و الفضائل كلّها ترجع إلى الوجود و مبدأ الوجود، و صرفه مبدأ كلّ كمال و صرفه، و الوجودات الخاصّة الإمكانيّة لها آثار و خواصّ و كمال و شرف بقدر حظّها من الوجود، و لماهيّاتها آثار و خواصّ و كمال بالعرض و بتبع وجوداتها و هذه المذكورات من الاصول المبرهنة تركنا براهينها حذراً من التطويل.