و بالجملة: كلّ ما يترتّب على شيء بأيّ نحو كان هل هو مترتّبٌ عليه و صادر منه على سبيل الاستقلال و الاستبداد بحيث لا يكون للحقّ- جلّ شأنه- تأثير فيها، و إنّما شأنه تعالى خلق المبادي فقط، و نسبته إلى العالم كالبنّاء و البناء بحيث يكون بعد الإيجاد منعزلًا عن التأثير و التدبير، و يكون الشمس في إشراقها و النار في إحراقها و الإنسان في أفعاله و الملائكة في شئونها مستقلّات و مستبدّات و يكون وجود الباري و عدمه- العياذ باللَّه- في فاعليّة العبد و منشئية الموجودات للآثار على السواء، و أنّه تعالى أوجد العقل مثلًا و فوّض الأمر إليه أو أوجد المكلّف و فوّض أفعاله إليه؛ أو أنّه تعالى كما هو فاعل المبادي فاعل للآثار بلا وسط و لا فاعليّة و لا تأثير لشيء من الأشياء، و لا علّيّة لموجود بالنسبة إلى غيره، و لا خاصّيّة لموجود، بل الأشياء كلّها منعزلة عن العلّيّة و التأثير و الخواصّ و الآثار، و لكن جرت عادة اللَّه بإيجاد أشياء عقيب أشياء كالإشراق عقيب وجود الشمس، و الإحراق عقيب النار، و الإرادة و القدرة في الإنسان، و الفعل عقيب الإرادة، و العلم بالنتائج عقيب الأقيسة، و الأشياء كلّها على السواء في عدم التأثير لكن الجاهل بالواقع يرى ترتّب الآثار على المؤثّرات غفلة عن حقيقة الأمر، حتّى أنّ قوله: كلّ إنسان حيوان و كلّ حيوان جسم لا ينتج كلّ إنسان