ب «إن قلت قلت»، حتّى انتهى الأمر إلى عويصة الجبر و التفويض، و أجاب عنها بما يزيد الإشكال، فلا محيص عن طرح المسألة على ما هي عليها و بيان الحقّ فيها إجمالًا فيتمّ الكلام في ضمن فصول:
فصل: في عنوان المسألة
إنّ المسألة بما هي معنونة في مسفورات أهل الكلام فرع من فروع أصل المسألة العقليّة و نطاق البحث العقلي أوسع منه بل من بين السماء و الأرض كما سيتّضح، و لعلّه إليه الإشارة فيما ورد أنّ بين الجبر و التفويض منزلة أوسع ممّا بين السماء و الأرض [1]، تأمّل. فنقول: هل المعلولات الصادرة من عللها، و الآثار و الخواصّ المترتّبة على الأشياء، و المسبّبات المربوطة بالأسباب، و الأفعال الصادرة عن الفواعل، سواء في عالم الملك أو الملكوت، و المجرّدات أو المادّيات، و سواء صدرت عن الفواعل الطبيعيّة كإشراق الشمس و إحراق النار، أو الحيوانية و الإنسانية، أو الآثار و الخواصّ المترتّبة على الأشياء كحلاوة العسل و مرارة الحنظل، و سواء كان الفاعل مختاراً أو لا،