لا الكلام؛ قياماً صدورياً لا حلولياً، كما أنّ إطلاقه علينا أيضاً كذلك إلّا أنّ الفرق: أنّ إيجادنا بالآلة، دونه تعالى. و ذهبت الأشاعرة [1] إلى أنّ كلامه تعالى ليس من جنس الأصوات و الحروف، بل هو معنى قائم بذاته تعالى في الأزل، يسمّى الكلام النفسي، و هو مدلول الكلام اللفظي المركّب من الحروف، و منه الطلب القائم بنفسه، و هو غير الإرادة. و القول الحقّ الموافق للبرهان: أنّ إطلاق المتكلّم عليه تعالى ليس لذاك و لا لذا.
[فساد قول المعتزلة]
أمّا فساد قول المعتزلة: فلأنّ إحداث الكلام المتجدّد و المتصرّم بلا وسط مستلزم لمفاسد كثيرة، منها التجدّد في صفاته و ذاته، تعالى عنه. و قضية إيحاء الوحي و إنزال الكتب إلى الأنبياء و المرسلين (عليهم السلام) من العلوم العالية الربّانية التي قلّما يتّفق لبشر أن يكشف مغزاها كتكلّمه تعالى مع موسى (عليه السلام)، و لقد أشار إلى بعض أسرارها قوله تعالى: «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ»[2]