responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 118

النّاس القول بتقديم عليّ عليه السّلام في الخلافة و ساعدهم على ذلك العلماء الطالبون للدنيا، فبذلوا لهم الأموال و رووا لهم فيه الأحاديث المختلفة خصوصا في أول عهد الأمويين-كما سبق-ميلا إلى الدنيا و النّاس على دين ملوكهم، و جعلوا القول بذلك موبقة و فسوقا، و جاء من بعدهم ممن لم يعلموا حقيقة الحال فرأوا أحاديث مروية و فتاوى منقولة فأحسنوا الظن بروايتها و نقلها فأودعوها الكتب، و جاء اللاّحق فوجدها مودعة في كتب تنسب لعظماء الرجال فلم يستطع إلاّ قبولها، فانتشرت بين النّاس و تداولها الخاصة و علّموها العامّة و تحدّثوا بها في مجتمعاتهم و أملوها في حلقات دروسهم، و مضت على ذلك الأعوام و الأحقاب و تناولته ألسنة العامة و الخاصة، و زاد العوام فيه و بعض الخواص-موافقة لهوى العامة-سخافات كثيرة لا يليق ذكرها، حتّى أصبح ذلك عقيدة راسخة و حتّى تربّى النّاس على عداوة شيعة أهل البيت عليهم السّلام و رأوها دينا، غير ملتفتين إلى أن أساس تلك السياسة من الملوك للخوف على ملكهم، و التقليد أمر قريب إلى طباع البشر أنكر بسببه الخالق و عبدت الأحجار و الأشجار و كانت حجج أمم الأنبياء على الرسل قولهم: إِنََّا وَجَدْنََا آبََاءَنََا عَلى‌ََ أُمَّةٍ وَ إِنََّا عَلى‌ََ آثََارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:

22] أَ تَنْهََانََا أَنْ نَعْبُدَ مََا يَعْبُدُ آبََاؤُنََا [هود: 62]و غير ذلك مما حكي عنهم في القرآن الكريم و كلّهم أصحاب عقول و ألباب و لكن التقليد داء عضال، و ساعد على ذلك خلو جملة من الأقطار من الشيعة المحامين عن حوزتهم أو قلّتهم و عدم تمكنهم من المجاهرة بحجّتهم و مبادرة خصومهم إلى التكفير و الأذى و سوء القول فقالوا في خلواتهم و جلواتهم ما شاؤوا، و أمنوا عادية من يردّ عليهم إلاّ قليلا خصوصا إن كان السيف و السلطان في يدهم، و المطالع للكتب يرى من ذلك شيئا غير قليل.

كل ذلك يوصلنا إلى نتيجة ملموسة هي: أن السياسة و خوف الملوك الحاملين لقب إمارة المؤمنين على ملكهم من أهل البيت عليهم السّلام بعث على التنفير منهم و من أتباعهم و رمي أتباعهم بالعظائم و هجر مذهبهم حتّى انتشر ذلك في النّاس و أصبح عقيدة راسخة، و مع ذلك فلم يقصّر علماء الشيعة في كلّ عصر و زمان في ردّ الشبهات عن مذهبهم و الدفاع عن حوزتهم بالقلب و اللّسان، و كتبهم‌

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست