responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 117

عليّ عليه السّلام و بويع الحسن عليه السّلام و حورب. فخانه من خانه، فاضطر إلى الصلح الّذي لم يوف له بشي‌ء من شروطه، ثم مات مسموما بدسيسة خصمه ليبايع لابنه، و ولّى زيادا العراق فظلم شيعة أهل البيت عليهم السّلام و قتلهم، و تلا ذلك قتل الحسين عليه السّلام من قبل يزيد و حمل ذريته و نساءه كالسّبايا مما أثار الحفائظ على بني أمية زيادة على ذي قبل، و استمرّت الخلافة في الأمويين و نحي عنها الهاشميون مع أنهم يرون أنفسهم و يراهم النّاس أحقّ بها، و صدر من يزيد التهتك في الدين مما أوجب وقعة الحرّة و استباحة المدينة ثلاثا من عسكر الشام، و قتل من لم يبايع على أنه عبد رقّ ليزيد، فازدادت نفرة النّاس من بني أمية و ميلهم لبني هاشم، و قام في الحجاز ابن الزبير و أساء إلى العلويين، و قام التوّابون يطلبون بثأر الحسين عليه السّلام فقتلوا، و تلاهم المختار فملك الكوفة و قتل قتلة الحسين عليه السّلام و قتل ابن زياد بيد ابن الأشتر.

و صدرت قبائح أخر من ملوك بني أمية مثل ما صدر من يزيد صاحب حبابة، و مثل قتلهم لمن فتح لهم الأندلس و إلقاء رأسه في حجر أبيه، و تسليطهم الحجّاج على أهل العراق و إسرافه في سفك الدماء و إحراقه الكعبة المشرفة إلى غير ذلك مما حفظه التاريخ، و كان عليّ عليه السّلام و ذريته في كلّ هذه الأدوار محافظين على نواميس الشرع و العدل و الإحسان حتّى إلى أعدائهم، و على الزهد و الورع فمالت النّاس إليهم إلاّ حسودا أو معاندا و مالت عن سواهم، فخافهم ملوك وقتهم على ملكهم فبالغوا في أقصائهم و إيصال الأذى إليهم و إلى أتباعهم.

و جاءت الدولة العباسية فكانت الحال فيها مثلها بل أشدّ خوفا من العلويين على ملكهم من الأمويين فبنوا على ما أسسه الأمويون و زادوا و بالغوا في عداوة أهل البيت عليهم السّلام، و سجنوا بعضهم و قتلوهم بالسم و شرّدوهم عن أوطانهم مرارا و تهددوهم بالقتل، و جاءوا بهم من الحجاز إلى العراق و أسكنوهم سامراء خوفا منهم، و جعلوا عليهم الجواسيس و الرّقباء و نفّروا النّاس منهم و من شيعتهم ما استطاعوا، و نصروا المذاهب المخالفة لمذهبهم و أخافوا المنتسبين إليهم فاضطرّ من ينتسب إليهم إلى كتمان مذهبه و استخدموا الدين في تنفيذ سياستهم، و أثار الأمويون و العباسيون ثائر التعصبات الدينية بين المسلمين ليستغلوها، و عظّموا بين‌

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست