في سنة 388 هـ قلده بهاء الدولة نيابة خلافته بمدينة السلام، و خلع عليه خلعا فاخرة.
ألقابه
الألقاب: الرضي ذو الحسبين. الشريف الجليل. الشريف الأجل. ذو المنقبتين.
الإنسان بطبيعته ميال إلى الزهو، تواق بفطرته إلى التفوق، شغف بكل ما يميزه على غيره، تلك غريزة ملاصقة للنفس كيفما تكيفت و حيثما وجدت، و لذلك ترى أن منح الألقاب و الرتب من العادات القديمة المنتشرة بين جميع الأمم و الشعوب أيا كان شكل حكومتها.
و طالما تزلف بها رجال الحكم لرعاياهم و استصنعوا بها، و استكان ذوو الألقاب لأولئك الذين منحوهم ما يخول لهم حق التشامخ على من كان عطلا منه. و الناس فيها فريقان، فمنهم من يراها زينة فارغة و مجدا باطلا و بهجة كذابة، و آخر يقول عنها إنها شارة شرف و شهادة نبل و دليل مروءة و رفعة. و قد تبادر فكر إلغاء الألقاب إلى رجال الثورة الفرنسية لأنها كثيرا ما كانت موضوع تجارة سافلة من مانحيها، و ذريعة للإعجاب و الغطرسة من نائليها. إلا انه لا ينكر أن بعض الأعمال الجلى لا يمكن إثابة من يقوم بها بغير الألقاب و الرتب، و قد تكون من بواعث النشاط. فلابد فيها من مراعاة الجدارة و ما الألقاب في الحقيقة إلا كمصباح يحمله الإنسان فيبدي عيوبه إن كان ناقصا و يظهر محاسنه إن كان كاملا. و قد لقب النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بعض أصحابه (بذي الشهادتين) .