و للألقاب شأن عظيم عند اليونان و الرومان و الفرس، و لا يزال هذا الشان عند الشعوب و الحكومات على اختلاف أنواعها حتى اليوم.
و على هذا جرت الحكومات الإسلامية في تقدير عظمائها باسداء الألقاب إليهم. و لقد كان الشريف، ممن يحمل أسمى الألقاب التي يرمز بها إلى مقامه الفخم. فقد لقبه بهاء الدولة في سنة 388 هـ (بالشريف الجليل) في واسط، و سيره إلى بغداد في موكب ملوكي. فلما وصل بمدينة السلام حدثت فتنة و شغب فيها، فرفع إلى بهاء الدولة بعض أعوانه و شاية عنه، فعتب على الشريف. فكتب إليه من بغداد قصيدة ينفي فيها ذلك منها:
ملك الملوك نداء ذي شجن # لو شئت لم يعتب على الزمن
إن كان لي ذنب فلا نظرت عيني # و لا سمعت أذن أذني
و قوله:
أنا عبد أنعمك التي نشطت أملي # و انهض عزمها أملي
و في هذا البيت تصاغر من الشريف قلما نجده في ديوانه، إلا أن للظروف أحكاما. و في سنة 401 هـ أمر قوام الدين الملك أن تكون مكاتبة الشريف بعنوان (الشريف الأجل) مضافا إلى مخاطبته بالكنية، بعد أن كان يتجاهل بالشريف الجليل، ابتداء من غير استدعاء. و قد شكره الشريف بمستهله بقوله:
ثورتها تنتعل الظلاما # لا نقو أبقين و لا سلاما
و في سنة 392 هـ صدر مرسوم من واسط بتلقيبه (بذي المنقبتين) و في سنة 398 هـ لقبه بهاء الدولة (بالرضي ذي الحسين) و قد شكره بمستهله بقوله: