اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 93
نداء، و قد و اللّه خشيت أن يكون هذا أمرا). فقالت معاذ اللّه ما كان اللّه ليفعل بك فو اللّه إنك لتؤدي الأمانة، و تصل الرحم، و تصدق الحديث فلما دخل أبو بكر و ليس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، ثم [1]، ذكرت خديجة له حديثه و قالت يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أخذ أبو بكر بيده فقال انطلق بنا إلى ورقة، فقال و من أخبرك؟ قال خديجة، فانطلقا إليه فقصا عليه، و ذكر الحديث المشهور أخرجهما بهذا السياق في فضائل أبي بكر، و قول خديجة للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أخرجه الشيخان و كذلك حديث ورقة و قوله للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم).
الفصل السابع فيما لقي من أذى المشركين بسبب دعائه إلى اللّه تعالى و دفعه المشركين عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و توبيخه لهم
تقدم في ذكر إسلام أمه طرف من ذلك من حديث عائشة و عن أسماء بنت أبي بكر و قيل لها ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول (صلّى اللّه عليه و سلّم)؟
فقالت كان المشركون قعودا في المسجد الحرام فتذاكروا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك، إذ دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) المسجد فقاموا إليه و كانوا إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا أ لست تقول في آلهتنا كذا؟
و كذا؟ قال بلى. قال فتشبثوا به بأجمعهم، فأتى الصريخ أبا بكر، فقيل له أدرك صاحبك، فخرج أبو بكر فوجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و الناس مجتمعون عليه فقال ويلكم! أ تقتلون رجلا أن يقول ربي اللّه و قد جاءكم بالبينات من ربكم؟ قال فلهوا عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أقبلوا على أبي بكر الصديق يضربونه قالت فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه و هو يقول تباركت يا ذا الجلال و الإكرام- خرجه أبو عمر و غيره.