اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 90
خيثمة بن سليمان معناه بزيادة و لفظه عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: أقبل رجل فتخلص الناس حتى وقف على علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين: ما بال المهاجرين و الأنصار قدموا أبا بكر؟ و أنت أورى منه منقبة؟ و أقدم إسلاما؟ و أسبق سابقة؟ قال: إن كنت قرشيا فأحسبك من عائذة قال نعم قال لو لا أن المؤمن عائذ للّه لقتلتك، ويحك إن أبا بكر سبقني لأربع لم أوتهن و لم أعتض منهن: سبقني إلى الإمامة أو تقدم الإمامة و تقدم الهجرة و إلى الغار و إفشاء الإسلام و ذكر معنى ما بقي، و خرجه ابن السمان في الموافقة و زاد بعد قوله من عائذة و أحسبك من دؤالة بنسب قال الرجل أجل ثم ذكر معنى ما تقدم و زاد في آخره ثم قال لا أجد أحدا يفضلني على أبي بكر إلا جلدته جلد المفتري [1].
«شرح»- أورى- من ورى الزند و ورى خرجت ناره و ظهرت أي أظهر منقبة و أنور- و المنقبة- ضد [2] المثلبة- و الشعب- الطريق في الجبل و هو بالكسرة و هو شعب معروف بشعب بني هاشم بمكة- و تستوفيه- يريد و اللّه أعلم توفيته حقه من الإعظام و الإكرام- و المزية- الفضيلة أي لو زال عن فضيلته بالتقديم على الناس إماما- و كرعة- جمع كارع كركبة و راكب من كرع بالفتح يكرع إذا شرب الماء بفيه دون إناء و لعله و اللّه أعلم أراد أن لو لا أبو بكر لخالف الناس الدين كما خالفه كرعة طالوت بالشرب من النهر الذي نهوا عن الشرب منه و اللّه أعلم.
و عن محمد [3] بن الحنفية و قد سئل أ كان أبو بكر أول القوم إسلاما؟
قال لا. فقيل له فبأي شيء علا و سبق حتى لا يذكر غيره؟ قال فإنه
[1] القاذف: و اللّه تعالى يقول: [و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ...].