اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 89
قال ابن إسحاق: أول ذكر أسلم و صلّى و صدق بما جاء به محمد (صلّى اللّه عليه و سلّم) علي و هو ابن عشر سنين. و قال أيضا: أول من أسلم علي ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر ثم أسلم رهط من المسلمين منهم عثمان و الزبير و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص، و كذلك ذكره ابن قتيبة في المعارف. و قال غيره من أهل العلم أول من أسلم من الرجال أبو بكر و أسلم علي و هو ابن ثمان سنين و أول من أسلم من النساء خديجة- خرجه الترمذي و الأولى التوفيق بين الروايات كلها و تصديقها فيقال أول من أسلم مطلقا خديجة بنت خويلد و أول ذكر أسلم علي بن أبي طالب و هو صبي لم يبلغ كما تقدم في سنه و كان مستخفيا بإسلامه و أول رجل عربي بالغ أسلم و أظهر إسلامه أبو بكر بن أبي قحافة و أول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة، و هذا متفق عليه لا خلاف فيه، و عليه يحمل قول علي و غيره أول من أسلم من الرجال أبو بكر أي الرجال البالغين.
و يؤيد ذلك ما روى عن الحسن [1] قال جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين كيف سبق المهاجرون و الأنصار إلى بيعة أبي بكر و أنت أسبق منه سابقة و أورى منه منقبة؟ قال: فقال علي: ويلك إن أبا بكر سبقني إلى أربع لم أوتهن و لم أعتض منهن بشيء، سبقني إلى إفشاء الإسلام، و قدم الهجرة، و مصاحبته في الغار، و أقام الصلاة و أنا يومئذ بالشعب يظهر الإسلام و أخفيه، و تستحقرني قريش و تستوفيه، و اللّه لو أن أبا بكر زال عن مزيته ما بلغ الدين العبرين- يعني الجانبين- و لكان الناس كرعة ككرعة طالوت، ويلك! إن اللّه عز و جل ذم الناس و مدح أبا بكر. فقال إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ[2] الآية كلها، فرحمة اللّه على أبي بكر و أبلغ اللّه روحه مني السلام- خرجه في فضائل أبي بكر، و خرج