اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 80
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ[1] و قول أبي بكر صفه لي يحتمل معنيين.
أحدهما إظهار صدق النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) لقومه فإنهم كانوا يثقون بقول أبي بكر فإذا طابق خبره (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما كان يعلم أبو بكر و صدقه به كان حجة عليهم ظاهرة.
الثاني طمأنينة قلبه كقول [2] إبراهيم (عليه السلام) وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي[3] لا أن أبا بكر كان عنده شك كلّا: بدليل تصديقه أول وهلة و اللّه أعلم.
و عن جابر بن عبد اللّه عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: (إن اللّه تعالى رفع لي بيت المقدس و أنا عند الكعبة فجعلت أنظر إليه و إلى ما فيه و لقد رأيت جهنم و أهلها فيها و أهل الجنة في الجنة قبل أن يدخلوها كما أنظر إليك فخبرت بذلك قومي فكذبوني غير أبي بكر الصديق).
و عن مولى أبي هريرة قال أبو بكر بن قحافة أراه قال عن أبي هريرة أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال ليلة أسري بي: (قلت لجبريل (عليه السلام) إن قومي لا يصدقوني قال لي جبريل يصدقك أبو بكر و هو الصديق). خرجهما في فضائل أبي بكر و خرج الملا في سيرته و قيل سمي صديقا لبداره إلى تصديق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في كل ما جاء به عموما و يشهد لراجحية هذا القول أن الصديق في اللغة- فعيل- معناها المبالغة في التصديق أي يصدق بكل شيء أول وهلة.
و يؤيده حديث أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (هل أنتم