اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 258
و لما مات رضي اللّه عنه غسلته أسماء بنت عميس زوجته بوصية منه و صب عليها الماء ابنه عبد الرحمن.
و لما كفن حمل على السرير الذي كان ينام عليه النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو سرير عائشة من خشبتي صاج منسوج بالليف و بيع في ميراث عائشة فاشتراه رجل من موالي معاوية بأربعة آلاف درهم فجعله للناس.
قال أبو محمد و هو بالمدينة و صلى عليه عمر بن الخطاب في مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) تجاه المنبر و كبر أربعا و عن سعيد بن المسيب و قد سئل أين صلى على أبي بكر قال بين القبر و المنبر قيل من صلى عليه قال عمر بن الخطاب قيل كم كبر عليه قال أربعا و دفن إلى جنب قبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ألصقوا لحده بلحده و نزل في قبره عمر و عثمان و طلحة و عبد الرحمن بن أبي بكر و دفن ليلا في بيت عائشة مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذكره أبو عمر و صاحب الصفوة و ابن النجار و غيرهم و ذكر ابن النجار أن آخر ما تكلم به أبو بكر رب توفني مسلما و ألحقني بالصالحين.
ذكر سبب موته
عن ابن عمر قال كان سبب وفاة أبي بكر كمد ما زال يزيل حتى مات ذكره في الصفوة و الكمد الحزن المكتوم تقول منه كمد يكمد فهو كمد و كميد و عن الزبير بن بكار أنه كان به طرف من السل ذكره أبو عمر و يشبه أن يكون ذبول الكمد ظن سلا أو تعلق به السل منه.
و عن عائشة قالت كان أول مرضه أن اغتسل في يوم بارد فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الصلاة و كان يأمر عمر بن الخطاب يصلي بالناس فدخل الناس عليه يعودونه و هو يثقل كل يوم يقول وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[1] خرجه الفضائلي و صاحب الفضائل