اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 254
أن يغضب لجيرانه، و سألته بعد ذلك لم ولى؟ عم قبل من بيعتهم؟ و قال هو يحدثه عما تكلمت به الأنصار و ما كلمهم به و ما كلم عمر بن الخطاب الأنصار و ما ذكرهم به من إمامته إياهم بأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في مرضه:
فبايعوني لذلك و قبلنا منهم و تخوفنا أن تكون فتنة تكون بعدها ردة- أخرجه أبو ذر الهروي في مستدركه على الصحيح و عن الحسن أن أبا بكر خطب فقال: أما بعد فإني وليت هذا الأمر و أنا كاره له و اللّه لوددت أن بعضكم كفانيه- خرجه في فضائله.
ذكر خطبة أبي بكر لما ولي الخلافة
عن عروة عن أبيه قال خطب أبو بكر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت أمركم و لست بخيركم و لكنه نزل القرآن و سن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) السنة و علّمنا فعلمنا و أعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقى أو قال الهدى و اعجز العجز الفجور و إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه و إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع و لست بمبتدع فإن أنا أحسنت قولي فأعينوني و إن أنا زغت فقوموني أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم خرجه في فضائله.
و عن قيس بن أبي حازم قال إني لجالس عند أبي بكر خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بعد وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بشهر فذكر قصته فنودي في الناس ان الصلاة جامعة- و هي أول صلاة في المسلمين نودي بها أن الصلاة جامعة- فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال أيها الناس لوددت أن هذا الأمر كفانيه غيري و لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها [1] إن كان لمعصوما من الشيطان و إن كان لينزل عليه الوحي من السماء- خرجه أحمد و خرج معناه حمزة بن الحارث و قد تقدم في ذكر الاستقامة.
[1] نعم حقا فرق بين من يسير في الأمر، و الوحي يؤيده، و بين من يسير فيه باجتهاد.
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 254