اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 212
غزير الدمعة و قيذ الجوانح شجى النشيج فأنصفت عليه نسوان أهل مكة و ولدانهم يسخرون منه و يهزءون به اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ[1]، و أكبرت رجال و رجالات فحنت قسيها و فوقت سهامها و امتثلوه غرضا.
و في رواية فانتثلوه عرضا فما فلوا له صفاة و لا قصفوا له قناة و مضى على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه و رست أوتاده و دخل الناس في دين اللّه أفواجا و من كل فرقة إرسالا و أشتاتا و اختار اللّه لنبيه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما عنده فلما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) اضطرب حبل الدين و مرج أهله و بغى الغوائل و ظنت رجال أن قد اكتثبت نهزها.
و في رواية فلما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) نصب الشيطان رواقه و مد طنبه و نصب حبائله و ظن رجال أن قد تحققت أطماعهم ولات حين يظنون، و أبي أبو بكر الصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا و أقام أوده بثقافته، زاد في رواية فجمع حاشيته و رفع قطريه فرد نشر الإسلام على عزه و لم شعثه بطيه و أقام أوده بثقافته حتى امذقر النفاق بوطأته فلما انتاش الدين بنعشه.
و في رواية حتى امذقر النفاق بوطأته و انتاش الدين بنعشه فلما أراح الحق على أهله و قرت الرءوس على كواهلها، و حقن الدماء في أهبها، حضرت منيته فسد ثلمته بنظره في الشدة و الرحمة ذاك ابن الخطاب للّه درّ أم حملته وردت عليه لقد أوحدت به فديخ الكفر و فنخها و شرك الشرك شذر مذر فأروني ما ذا ترون؟ و أي يومي أبي تنقمون؟ أ يوم إقامته إذ عدل فيكم؟ أم يوم طعنه إذ نظر لكم؟ أقول قولي هذا و أستغفر اللّه العظيم لي و لكم، ثم التفتت إلى الناس فقالت سألتكم باللّه هل أنكرتم مما قلت شيئا؟ قالوا اللهم لا- خرجه صاحب الصفوة في فضل عائشة في فصاحتها