اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 205
ذكر غيرته و تزكية النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) زوجه [1]
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق و هي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فقال: إني لم أر إلا خيرا فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) إن اللّه تعالى قد برأها من ذلك ثم قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على المنبر فقال: (لا يدخل رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا و معه رجل أو اثنان). خرجه مسلم و النسائي و الحافظ و أبو القاسم في الموافقات.
ذكر تكذيب ملك إنسانا وقع بأبي بكر و لم يزل كذلك حتى انتصر لنفسه
عن سعيد بن المسيب قال بينما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) جالس و معه أصحابه إذ وقع رجل بأبي بكر فآذاه فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثانية فصمت عنه ثم آذاه الثالثة فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حين انتصر أبو بكر أنه وجد عليه، فقال وجدت عليّ يا رسول اللّه حين انتصرت منه و قد أعرضت عنه مرتين فظننت أنك ستردعه عني؟ فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم):
(قد نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك فلما انتصرت- مع الشيطان فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان). خرجه أبو داود و أبو القاسم في الموافقات.
و قد قيل إن قوله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ[2] الآية نزلت في ذلك عن مقاتل أن رجلا نال من أبي بكر و النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) حاضر فسكت عنه أبو بكر ثم رد عليه فقام (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه شتمني فلم تقل شيئا حتى إذا رددت عليه قمت؟
فقال: (إن ملكا كان يجيب عنك فلما رددت ذهب الملك و جاء