اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 202
ذكر تعففه عن المسألة
عن ابن أبي ملكية قال: كان ربما يسقط الخطام من يد أبي بكر فيضرب بذراع ناقته فينحيها فيأخذه قال فقالوا له أ فلا أمرتنا نناولكه فقال إن حبي [1](صلوات اللّه عليه و سلامه) أمرني أن لا أسأل الناس شيئا- خرجه أحمد و صاحب الصفوة.
ذكر تواضعه
عن ابن عمر قال قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة). فقال أبو بكر إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (إنك لست تصنع ذلك خيلاء) خرجه البخاري.
و عن عطاء بن السائب قال: لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق و على رقبته أثواب يتجر فيها، فلقيه عمر و أبو عبيدة، فقالا: إلى أين تريد يا خليفة رسول اللّه؟ قال السوق، قالا تصنع ما ذا و قد وليت أمر المسلمين؟ قال فمن أين أطعم عيالي؟ قالا له انطلق حتى نفرض لك شيئا فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة و ما كسوة في الرأس و البطن- خرجه في الصفوة.
و عن عمر ابن إسحاق قال خرج أبو بكر و على عاتقه عباءة له فقال له رجل: أرني أكفك فقال: إليك عني لا تغرني أنت و ابن الخطاب عن عيالي- خرجه في الصفوة، و قال قال علماء السيرة كان أبو بكر يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع قالت جارية من الحي الآن من يحلب لنا منائح دارنا؟ فسمعها فقال: لأحلبنها لكم، و أرجو أن لا يغرني ما دخلت فيه عن خلق كنت فيه، فكان يحلب لهم (رحمه اللّه).