اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 194
ذكر اشتماله على أنواع من البر
تقدم في خصائصه ذكر اختصاصه بالسبق إلى أنواع من البر في اليوم الواحد و في فضل الشهادة له بالجنة.
ذكر أنه يدعى من أبواب الجنة كلها و فيها طرف من ذلك
و عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (إذا كان يوم القيامة دعي الإنسان بأفضل عمل يكون فيه فإن كان الصلاة أفضل عمله دعي بها و إن كان الصيام أفضل عمله دعي به و إن كان الجهاد أفضل عمله دعي به). قال أبو بكر يا رسول اللّه و ثم [1] أحد يدعى بعملين؟ قال نعم أنت. و في رواية و ثم باب من أبواب الجنة يقال له الريان فقال أبو بكر يا رسول اللّه و ثم أحد يدعى منها كلها؟ قال نعم أنت خرجهما في فضائله.
(شرح)- زوجين- و جاء في بعضها زوجا و هما بمعنى واحد و كل شيء قرن بصاحبه فهو زوج و زوجين فالمرأة زوج الرجل و هو زوجها و منه قولهم زوجت بين الإبل أي قرنت كل واحد بشكله و كذلك كل شيء قال تعالى وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ[2] أي مثلين و شكلين و قد تقدم زيادة بيان في ذلك في باب الشهادة له بالجنة.
و عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (ما من رجل ينفق زوجين في سبيل اللّه إلا و الملائكة معهم الرياحين على أبواب الجنة ينادونه يا عبد اللّه يا مسلم هلم) فقال أبو بكر إن هذا الرجل ما على ماله توى فقال يا أبا بكر: (إني لأرجو أن تكون منهم بل و أنت منهم) خرجه في فضائله.
(شرح) توى مصدر توى المال يتوى تواء إذا هلك و أتوى فلان ماله إذا أذهبه و قول أبي بكر ما على ماله توى إشارة إلى حسن العاقبة فيه.