اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 153
وجهه فقال:
إن على سائلنا أن نسأله* * * و العبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا. إنك قد سألتنا فأخبرناك و لم نكتمك شيئا، فمن الرجل؟
قال أبو بكر من قريش، قال الفتى بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة، فمن أي القرشيين أنت؟ قال من ولد تيم بن مرة، قال الفتى أمكنت و اللّه من سواء الثغرة، أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر و كان يدعى في قريش مجمعا؟ قال لا. قال فمنكم هاشم الذي قال فيه الشاعر:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه* * * و رجال مكّة مسنتون عجاف
قال لا، قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كان وجهه كالقمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء؟ قال لا، قال فمن أهل الإفاضة بالناس أنت؟ قال لا، قال فمن أهل الحجابة أنت؟ قال لا، قال فمن أهل السقاية أنت؟ قال لا، قال فمن أهل الندوة أنت؟
قال لا، قال فمن أهل الوفادة أنت؟ قال لا، فاجتذب أبو بكر زمام الناقة راجعا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال الغلام:
أما و اللّه لو ثبت لأخبرتك من أي قريش أنت؟ قال فتبسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، قال علي فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال اجلس أبا حسن ما من طامة إلا و فوقها طامة، و البلاء موكل بالمنطق، قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة و الوقار، فتقدم أبو بكر فسلم و قال: ممن القوم؟ قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: بأبي و أمي هؤلاء غرر الناس و فيهم مفروق بن عمرو و هانئ ابن قبيصة و المثنى بن حارثة و النعمان بن شريك، و كان مفروق قد غلبهم جمالا و لسانا و كان له غديرتان يسقطان على تريبته، و كان أدنى القوم مجلسا
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 153