اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 147
خرجه ابن عرفة العبدي و لا تضاد بين هذا على تقدير صحته و بين ما تقدم مما يضمن بيانه بأن يكون قد قال ذلك من غير انزعاج و لا قلق خافتا به صوته ثم التفت إليهم و قال لهم ما قال.
ذكر شدة بأسه و ثبات قلبه لما ارتدت العرب بعد وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)
عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: لما توفي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و استخلف أبو بكر بعده، و كفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر:
كيف تقاتل الناس و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه فمن قال لا إله إلا اللّه عصم مني ماله و نفسه إلا بحقه و حسابه على اللّه) فقال أبو بكر: و اللّه لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة فإن الزكاة حق المال و اللّه لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لقاتلتهم على منعها، فقال عمر: فو اللّه ما هو إلا أن رأيت أن اللّه شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. أخرجاه.
و عنه لما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ارتدت العرب و قالوا لا نؤدي زكاة فقال أبو بكر لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه، فقلت: يا خليفة رسول اللّه تألف الناس و ارفق بهم، فقال لي: أ جبار في الجاهلية؟ و خوار في الإسلام؟ أنه قد انقطع الوحي و تم الدين أو ينقص و أنا حي؟ خرجه النسائي بهذا اللفظ و معناه في الصحيحين.
و قد تقدم في ذكر قصة الغار و تقدم شرحه أيضا، و عن يحيى ابن عمر عن أبيه عن جده قال: لما امتنع من امتنع من دفع الزكاة إلى أبي بكر- جمع أبو بكر أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فشاورهم في أمرهم فاختلفوا عليه، فقال لعليّ: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: أقول لك إن تركت شيئا مما أخذه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، منهم- فأنت على خلاف سنة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال أما لئن قلت ذاك لأقاتلنهم و إن منعوني عقالا. أخرجه ابن
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 147