اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 118
و الشاة عازب حيال و لا حلوب في البيت؟ قالت لا و اللّه إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رجل ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة و لم تزر به صعلة و سيم قسيم، في عينيه دعج، و في أشفاره وطف، و في صوته صحل، و في عنقه سطح، و في لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، و إن تلكم سما و علاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، و أحسنه و أحلاه من قريب، حلو المنطق فصل، لا نزر و لا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا بائن من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله و إن أمر تبادروا لأمره محفود محشود لا عابس و لا مفند، قال أبو معبد فهذا و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، و أصبح صوت بمكة عال يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول:
جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه* * * رفيقين حلّا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى فاهتديا به* * * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصيّ ما زوى اللّه عنكم* * * به من فعال أو فخار و سؤدد
ليهن بنو كعب مكان فتاتهم* * * و مقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها و إنائها* * * فإنّكم إن تسألوا الشاة تشهد
فغادرها رهنا لديها كحالب* * * يرددها في مصدر ثم مورد
خرجه الحافظ أبو القاسم في الأربعين الطوال.
(شرح)- مرملين- أي نفذت أزوادهم- مسنتين- أي دخلوا في السنة و يروى مشتين أي دخلوا في الشتاء- و كسر الخيمة- جانبها- و تفاجت- فتحت ما بين رجليها- و يربض الرهط- أي يرويهم حتى يثقلوا
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 118