اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 115
اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قلت يا رسول اللّه علمني فمسح رأسي، و قال: (بارك اللّه فيك فإنك غلام معلم)، فأسلمت فأتيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فبينما نحن عنده على حراء إذ نزلت عليه وَ الْمُرْسَلاتِ. أخرجه الطبراني في معجمه و خرج منه الغساني في معجمه قوله: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال يا غلام هل من لبن؟ فقلت نعم و لكني مؤتمن.
و الظاهر أن هذه قضية غير تلك اتفقت لهما في بعض أسفارهما قبل الهجرة، ألا ترى إلى اختلاف قول الراعيين و اختلاف الحالبين، و اختلاف ما حلبا فيه؟
و يؤيد ذلك قوله بعد إسلامه و إتيانه إليه فبينما نحن عنده على حراء و أنه نزلت عليه سورة وَ الْمُرْسَلاتِ هذا فيه أبين البيان بأن ذلك قبل الهجرة فإنه بعد الهجرة لم يأت مكة إتيانا يتمكن فيه من إتيان حراء و سورة المرسلات مما نزل قبل الهجرة، و قوله في هذا الحديث يافعا أي مرتفعا من اليفاع و هو ما ارتفع من الأرض، و أيفع الغلام أي ارتفع فهو يافع، و لا يقال موفع و هو من النادر قاله الجوهري: و ذكر الفراء في حدوده أنه يقال يفع الغلام و حكاه ثابت عن أبي عبيدة في خلق الإنسان و قوله فيه لم ينز عليها الفحل أي لم تضرب و لم يواقعها الفحل تقول نزا نزاء بالكسر، يقال ذلك في الحافر و الظلف و السباع و نزاه غيره و نزاه، و أما النزا بالضم فهو داء يأخذ الشاة فتنزوي منه حتى تموت- حفل الضرع- جمع و التحفيل التصرية- صخرة منقعرة- أي ذات قعر من التقعير التعميق و رأيتها في الحديث مقيدة بالنون و لا معنى له هنا فإن المنقعر المنقلع و منه أعجاز نخل منقعر- قلص- ارتفع و الشطور قد فسرها في الحديث و قوله فمسح (صلّى اللّه عليه و سلّم) مكان الضرع و ما لها ضرع بعد قوله لها ضرع واحد يريد به و اللّه أعلم مكان الضرع الآخر و ما لها فيه ضرع و الاتضاد أول الحديث و آخره فقد تضمن هذا الحديث أن سورة المرسلات نزلت بحراء و سورة المرسلات مما
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 115