responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 103

أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت لا أدري و اللّه أين أبي. قالت فرفع أبو جهل يده و كان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي. قالت ثم انصرفوا فمكثنا ثلاث ليال لا ندري أين وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، حتى أقبل رجل الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب و إن الناس ليتبعونه يسمعون صوته و ما يرونه حتى خرج من أعلى مكة يقول:

جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه‌* * * رفيقين حلّا خيمتي أمّ معبد

هما نزلا بالبرّ ثم تروّحا* * * فأفلح من أمسى رفيق محمد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم‌* * * و مقعدها للمؤمنين بمرصد

خرجه ابن إسحاق، و سيأتي قصة أم معبد مستوفاة في الذكر الثالث من هذا الفصل إن شاء اللّه تعالى.

«شرح» القرط- هو الذي يعلق في شحمة الأذن و الجمع قرطة و قراط كرمح و رماح، و إتيان قريش هذا بنت أبي بكر الظاهر أنه غير الأول الذي تضمنه حديثها من رواية ابن السمان و أن هذا كان بعد اليأس منهم، ألا تراها تقسم باللّه أنها لا تعلم أين وجهه؟ و في ذلك الوقت كانت تعلم أنه بالغار: لأنها كانت تأتيهم بالطعام على ما تقدم بيانه، و قولها أقمنا ثلاثا لا نعلم أين وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أي بعد توجههما للغار و اللّه أعلم.

و يجوز أن يكون ذلك الأول أو بعده قريبا منه و هم بالغار و لم تكن علمت حينئذ ثم علمت بعد إلا أن قولها فأقمنا ثلاثا لا نعلم لا يجوز حملها على الثلاث الأول. فإنها مدة مقامهم في الغار و قد كانت عالمة بهم، فيكون سؤالهم عنه في تلك و هو الظاهر من حال الباحث عن شي‌ء و يكون قولها فأقمنا ثلاثا أي بعد علمها بهم أولا ثم ارتحالهم من الغار و اللّه أعلم.

اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست