responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 47

روح النّبيّ و الوصيّ‌

قال عبد اللّه بن عمّار، و قد شهد معركة الطّفّ: «ما رأيت مكثورا قطّ، قتل ولده و أهل بيته، و أصحابه أربط جأشا من الحسين، و إن كانت الرّجال لتشدّ عليه، فيشدّ عليها بسيفه، فتنكشف عنه إنكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذّئب، و كان يحمل فيهم، و قد تكاملوا ثلاثين ألفا، فينهزمون بين يديه، كأنّهم الجراد المنتشر ثمّ يرجع إلى مركزه، و هو يقول: «لا حوّل و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم» [1].

لقد دهش هذا الرّاوي من شجاعة الحسين، و مضي عزمه، و ذهل، و هو ينظر إليه، و قد شدّ على ثلاثين ألفا [2] فتنكشف عنه إنكشاف المعزى إذا شدّ عليها اللّيث، لقد دهش و ذهل، و ما درى أنّه ابن عليّ القائل: «و اللّه لو تظاهرت العرب‌


[1] انظر، تأريخ بغداد: 3/ 334، شرح الأخبار: 2/ 164، اللّهوف في قتلى الطّفوف: 49 و 70، المجدي في أنساب الطّالبيّين: 12، البداية و النّهاية: 8/ 204، مقتل الحسين لأبي مخنف: 194، ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر: 333.

[2] نعتقد أنّ عدد الجيش الأموي في كربلاء يتجاوز الأربعة آلآف، و هو العدد الّذي يبدو مقبولا لدى المؤرّخين. فقد ورد على لسان الطّرمّاح بن عديّ في كلامه مع الحسين حين لقي الحسين في عذيب الهجانات، قوله: «... و قد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة و فيه من النّاس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثمّ يسرحون إلى الحسين ... انظر، الطّبري: 5/ 406. و تذكر كتب المقتل عدّة روايات في عدد أفراد الجيش الأموي، أقربها إلى تمثيل الحقيقة في نظرنا أنّ العدد يتراوح بين عشرين و ثلاثين ألفا.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست