responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 376

السّؤال ليعلمه إلى أي حدّ بلغ منع اللّؤم، و الضّعة، و الجرأة على اللّه و الرّسول ...

و أجاب شمر بما أجاب مستخفّا باللّه و نبّيه و بجميع الأخلاق و القيم.

و قد يسأل سائل: كيف تجرأ الشّمر و أقدم على ما أقدم عليه؟!. كيف بلغت القسوة منه هذا المبلغ؟!. هل هو من البشر، أو من طبيعة أخرى؟!.

الجواب: إنّ الشّمر فرد من النّاس لا يختلف عنهم في لحمه و دمه، و لا في طبيعته و فطرته الّتي خلق عليها أوّل ما خلق- و لا في شي‌ء إلّا إنّه مارس الذّنوب، و اعتادها، و تمادى فيها، و استهان بمعصية اللّه، حتّى أصبحت عنده كشرب الماء، و من كانت هذه حاله قسا قلبه، و عميت بصيرته، و لم يعد يبالي بشي‌ء مهما كان و يكون .. قال أمير المؤمنين: «ما قست القلوب إلّا لكثرة الذّنوب» [1].

و قال تعالى: بَلْ رانَ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‌ [2].

و هكذا كلّ من تمادى في غيّه، و استخفّ بدينه، و لم يخش حسابا و لا عقابا، يجوز عليه أن يقدم على ما أقدم الشّمر، قال الإمام الصّادق: «إذا أذنب الرّجل خرج من قلبه نكتة سوداء، فإن تاب زالت، و إن زاد ازدادت، حتّى تغلب على قلبه، فلا يصلح بعدها أبدا» [3].

المرتزقة:

خطب الحسين في جيش ابن سعد مرّتين، و ممّا قاله في الخطبة الأولى:


[1] انظر، علل الشّرائع: 81، وسائل الشّعة: 16/ 45 ح 5، روضة الواعظين: 420.

[2] المطفّفين: 14.

[3] انظر، الكافي: 2/ 271 ح 13، وسائل الشّيعة: 15/ 302 ح 12، رسائل الشّهيد الثّاني: 105.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست