وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ[1]، و هو من الّذين عناهم جدّه الرّسول بقوله: «أنّ اللّه يحبّ ذا البصر النّافذ عند ورود الشّبهات، و يحب ذا العقل الكامل عند حلول المشكلات» [2]. و من غير الصّادق يبدد الشّبهات بعقله النّير، و بصيرته الهادية المرشدة؟!.
و كان عليّ بي أبي طالب من أسخى الصّحابة، بل من أسخى العرب، و قد كان أحفاده كذلك من بعده، فزين العابدين كان يحمل الطّعام ليلا ليوزعه على بيوت ما عرفت خصاصتها إلّا من بعده [3]، فلم يكن غريبا أن يكون الإمام الصّادق النّابت في ذلك البيت الكريم سخيّا جوادا، فقد يعطي حتّى لا يبقي لعياله شيئا.
و كان حليما لا يقابل الإساءة بمثلها، بل يقابلها بالّتي هي أحسن عملا بقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[4].
أمّا الشّجاعة فقد كانت ملازمة لذرّيّة عليّ، و هي فيهم كالجبلّة، لا يهابون الموت، و بخاصّة من يكونون في مثل حال أبي عبد اللّه الصّادق الّذي عمر الإيمان قلبه، و انصرف عن الأهواء و الشّهوات، و استولى عليه خوف اللّه تعالى وحده، و من عمر قلبه بالإيمان لا يخاف أحدا إلّا اللّه.
و كان ذا فراسة قوّية جعلته ذا إحساس قوي يدرك به مغبة الأمور، و الفراسة من أخلاق المؤمنين، كما أنّ اللّه سبحانه قد أضفى عليه جلالا و نورا من نوره،