responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 199

وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‌ [1]، و هو من الّذين عناهم جدّه الرّسول بقوله: «أنّ اللّه يحبّ ذا البصر النّافذ عند ورود الشّبهات، و يحب ذا العقل الكامل عند حلول المشكلات» [2]. و من غير الصّادق يبدد الشّبهات بعقله النّير، و بصيرته الهادية المرشدة؟!.

و كان عليّ بي أبي طالب من أسخى الصّحابة، بل من أسخى العرب، و قد كان أحفاده كذلك من بعده، فزين العابدين كان يحمل الطّعام ليلا ليوزعه على بيوت ما عرفت خصاصتها إلّا من بعده‌ [3]، فلم يكن غريبا أن يكون الإمام الصّادق النّابت في ذلك البيت الكريم سخيّا جوادا، فقد يعطي حتّى لا يبقي لعياله شيئا.

و كان حليما لا يقابل الإساءة بمثلها، بل يقابلها بالّتي هي أحسن عملا بقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‌ [4].

أمّا الشّجاعة فقد كانت ملازمة لذرّيّة عليّ، و هي فيهم كالجبلّة، لا يهابون الموت، و بخاصّة من يكونون في مثل حال أبي عبد اللّه الصّادق الّذي عمر الإيمان قلبه، و انصرف عن الأهواء و الشّهوات، و استولى عليه خوف اللّه تعالى وحده، و من عمر قلبه بالإيمان لا يخاف أحدا إلّا اللّه.

و كان ذا فراسة قوّية جعلته ذا إحساس قوي يدرك به مغبة الأمور، و الفراسة من أخلاق المؤمنين، كما أنّ اللّه سبحانه قد أضفى عليه جلالا و نورا من نوره،


[1] يونس: 62.

[2] انظر، البداية و النّهاية: 1/ 362، مسند الشّهاب: 2/ 152 ح 1080.

[3] انظر، تأريخ دمشق: 36/ 151، تأريخ اليعقوبي: 3/ 45، البداية و النّهاية: 9/ 105، مختصر تأريخ دمشق: 17/ 238، حلية الأولياء: 3/ 136.

[4] المؤمنون: 96.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست